الأحد، 23 سبتمبر 2012

رسالتي إلى المتأخرين دراسيا


في لحظة كلمح البصر تحدث تغيرات رئيسية في حياتنا....بعد تلك اللحظة أصبحت الطيور تغرد في أعشاشها...وتذهب الماشية إلى مراعيها....في تلك اللحظة لم يحدث زلزال مدمر...أو رياح عاصفة...أو تبرق وترعد السماء...ولم تقم الساعة....
إنها لحظة ظهور الدرجات الجامعية....كل شخص يردد نفسي نفسي...وقد ينصدم البعض لأنه قد يحدث شيء لم يكن في توقعاته....هنا يأتي الإيمان وتأتي الأفكار الإيجابية لتحدد سُمْك وقوة الدرع الذي يحمي هذا الإنسان...
تجولتُ سنين عديدة في كلية الطب...فوجدت أناساً (من دكاترة وطلبة وطالبات) لا تظهر عليهم علامات الرحمة والتقوى والورع....وأناسا يعيشون لأنفسهم....وأناسا لم يتغلغل الإيمان في نفوسهم...مع أنهم يرسلون إلى الناس رسائل دينية كرسائل الجمعة وغيرها.
فصلاً تلو الفصل....كانت الدرجات كالأشباح تطارد الشباب خاصةً...ونفقد أشخاصا عزيزين علينا.... لم أكن أستبعد أن أكون منهم....من عايش ليس كمن سمع....فعلاً كانت أياما موحشة وأحياناً كوابيس مرعبة أراها في أحلامي...
ولكن السؤال الذي يهمني: من هو السعيد يا ترى؟...هل هم أصحاب الدرجات العالية....إذن هذا ظلم....فلسنا كلنا من يحصل تلك الدرجات...ولكن السعادة شيء معنوي يستطيع كل شخص أن يمتلكها...وليست حكراً على أحد.
عندما ألتقي بزملائي...البعض يعانقني بحرارة من شدة الشوق والبعض يسلم علي من بعيد لأني لست شخصا مهماً في حياته....وشتان لنظرتي للشخصين .....قانون السعادة يقول: عش للآخرين تكن سعيداً.
هناك إشارات سريعة أو أن ألفت النظر إليها:
1)   العمالقة دائما يتعرضون للعراقيل....والأقزام يعيشون بلا نكبات قاسية.
2)   عطاء الله ابتلاء وحرمانه دواء.
3)   لا تجعل الشيطان يقضي عليك بالضربة القاضية....فلا إبداع ولا عطاء.
4)   أيام الحزن لا تدوم لأنها حتما ستمر.
5)   سيأتيك التمكين فيما بعد فالأيام دول.
6)   لا تذل نفسك إلا لله.
7)   لا علاقة البتة بين الدرجات والسعادة.
8)   ارفع رأسك لأنك مسلم وأنت خُلِقت لترضي الله وليس لترضي البشر.
9)   لا تضعف أبداً.
10)اصبر ولا تعصِ الله عند المحن.
الناس يستعجلون التخرج من الجامعة...لأنهم سيحصلون على الشهادة... وبعدها سيحصلون على الوظيفة ... وبعدها سيتمكنون من الزواج وشراء سيارة وبيت...وبعدها سيرتاحون...
وأنا أجيبهم بأنه من قال بأننا مخلوقون لكل الأشياء السابقة... العظماء والسعداء في الدنيا لم يتكلموا عنها أبداً..
بإذن الله سيشرق فجر جديد....سننطلق وسنبدع وسيصبح لنا شأناً عظيماً...وسنكسب احترام الجميع....وسيرفعنا الله في الدنيا والآخرة.